يشدد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز على أن لبنان واللبنانيين يحفظون الجميل لمن وقف معهم في الشدائد، وآزرهم في السرّاء والضرّاء، واحتضن المغتربين منهم بكل مودّة وأخوة. ودول الخليج العربي فتحت أبوابها دون منَّة منذ عقود للكثير الكثير من اللبنانيين من كلّ الطوائف. وفي ظلام الحرب، كانت هذه النافذة سبيلا إلى الخير والبرَكة. كما يحفظ المجلس ما قامت به الدول العربية في سبيل حماية لبنان الدولة والكيان وبقائه ونهضته بعد كل محنة تعصف به والآثار الطيّبة لأياديها البيضاء تبقى ماثلة في صفحات التاريخ اللبناني بكل فصوله.

​​يرفض المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بأي شكلٍ من الأشكال أي إساءة او تهجّم أو تعدٍّ على أي من الدول العربية الشقيقة انطلاقا من موقفه الثابت برفض الإساءة إلى أيّ كان، فإنَّ كلّ ما يصدُر في هذا السياق مرفوضٌ لدينا، ويُصيبنا بوجهٍ أو بآخَر. وقلبَنا لا يحمل تجاهها إلا فائق الاحترام والوفاء والمحبَّة، ونحن ننأى بشعورنا هذا عن كلِّ ما يخالفه.

​يتطلّع المجلس إلى المستقبل بمزيد من الثِّقة نحو دول الخليج العربي التي لم نعهد منها إلا الخيْر، وكان لبنان لها ولمواطنيها، ونرجو أن يعود على الدوام، موطن الجمال وحسن الضيافة، يحلُّون فيه أهلا كراما، ممَّا كرَّس بيننا تقاليد الأخُوَّة العربيَّة الأصيلة التي نتمسَّك بها أيّا كانت الظّروف.  وإنَّنا على يقينٍ بأنَّ عراقة الأصالة التي تميِّزُها، والتي هي في أساس روابطنا المشتركة والعلاقات المميزة، لن تقدر على المسّ بها عوارضُ الأيَام وهوامش التّصاريح.  

يحرص المجلس الحرص البالغ والصادق على الوحدة الاسلاميَّة، وهو المنحى العام الّذي هو دأبُنا ومن أعزّ الثوابت لدينا تأكيدنا على كلّ ما يساهم في تنقية أجواء هذه الوحدة، وتعزيز روابطها لأنَّها السبيل الوحيد على تخطِّي كل الإشكالات الراهنة.