بحث ..

  • الموضوع

كلمة رئيس اللجنة الدينية 30-11-2019

بسم الله الرّحمن الرّحيم

(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)

الحمد لله ذي الجلال والإكرام، الجزيل الفضل والإنعام، وعلى رسوله أتمّ الصّلاة وأزكى السّلام وبعد.

عبادَ الله إنّ وطننا لبنان قد أثقلته النّوائب، ورمت به الخطوب، وفشا فيه الفساد، وتدنّى الاقتصاد حتى أوقع ليرته في غيهب الجب بعيدا عن أي قافلة للنجاة.

وإنّه من حقّ الأُخوّة علينا جميعا، في ظل هذا الوضع العسير المرير، أن نكون عُصبةً واحدة يسدّ غنيّها رمق فقيرها، ويطعم ميسورها من كان ذا عسر، ولنعلم أنّ الله عزّ وجلّ ألزم على العبد سدّ خلّة أخيه، وفرض عليه إعانته حيث جعل الزّكاة أمرا لازبا فقال:

(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

وما أحوجنا في هذه الأيّام إلى التطهّر بالصّدقات، وتعزيز روح العطاء والشعور بالمسؤولية تجاه من يعانون، وبث التعاون والتعاضد بين النّاس؛ للوصول إلى درجة من التكافل الاجتماعي تضمن للجميع العيش بكرامة.

ونحن في اللجنة الدّينية بالتنسيق مع مشيخة العقل نؤكد حرصنا على المبادرات الفردية وشكرنا لكلّ المحسنين، إلا أننا نحث على تعزيز المبادرات الجماعية، وذلك من خلال السعي إلى استثمار الأراضي الزراعية أحسن استثمار، واستصلاحها خير استصلاح. كما نحضّ أرباب الأسر على سياسة ترشيد الإنفاق، وترك الفضول، والاكتفاء بالقليل اليسير من الحلال عن الكثير الخطير من الحرام، والعمل بوصيّة الأمير السيّد (ق) في تجريد العزم وإفراغ الجهد، والتشمير الكلي في طلب الحلال ونفي الحرام؛ لأنّ طلب الحلال فريضة على كل موحّد، ومن الدلائل الصريحة على عظم هذه الفريضة قولُه تعالى:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا …)

وقال الرسول الكريم (ص) : ” من أكل الحلال أربعين يوما نوّر الله قلبه وأجرى ينابيع الحكمة من قلبه” وقال أيضا: ” من أكل من الحلال صفا قلبه ورقّ، ودمعت عيناه، ولم يكن لدعوته حجاب”، فحسبك بأمرٍ ينوّر القلوب ويكشف المحجوب ويرضي علام الغيوب.

ثمّ إنّ العون الأكبر لكلّ فرد في هذا البلد أن يتخذ الصبر سبيلا للعيش الكريم، وطريقا سهلة للبقاء؛ فإنّه جواد لا يكبو بأحد، وأجره يوفّى بلا حساب ولا عدد، وقد أمر به عزّ وجل غير مرّة، ومن ذلك قوله في كتابه العزيز:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)

وفي الختام نستودع لبناننا الحبيب لمن ودائعه لا تضيع، ونسأله عزّ وجل أن يحفظ لبنان جبله وسهله، برّه وبحره، من شرّ المتربّصين وكيد الكائدين، وأن يوفّق أهله للرشاد ويرزقهم حسن السداد؛ إنّه مجيب الدعاء وهو وليّ التوفيق.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

تصنيفات أخرى