بحث ..

  • الموضوع

سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي، مستقبلاً غبطة البطريرك الماروني في دارته.

استقبل سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دراته في البنّيه، غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بحضور قضاة المذهب الدرزي، ورئيس محكمة الاستئناف القاضي فيصل نصر الدين ومشايخ الطائفة وحشد من الفعاليات والأهالي.
وتحدث صاحب السماحة مرحباً بالبطريرك الراعي، وقال: “شرَّفتُم دارَكُم صاحبَ الغبطة. من هذه الأرضِ خبزُنا ومِلحُنا، ومن هذا الجبل ماؤنا وهواؤنا، وبخيراتِه لمْ تَقْــوَ أجسادُنا وحسْب، بل تغذَّت أرواحُنا من نسائم الحرِّيَّة والكرامةِ وهِبةِ الحياة. لم يؤذِ الجبل عبر التاريخ إلا مصالح الدُّوَل الطامعة وسياساتِها. وليس مسألةً عرَضيَّةً أن يبقى لبنان عبر القرون فكرةً عصيَّةً على الأفول بالرّغم من كلِّ العابرين”.
 
وأضاف الشيخ حسن: “كلُّ لقاءٍ طيِّبٍ بين مكوِّناتِه هو لبنان.هذا هو الوطنُ شراكةُ القِيَم، ورسالةُ اللقاء الانسانيّ الّذي يؤتي ثماره بالمحبَّةِ. دستورنا هو العيش المشترك. تشريفكم للقاء الأهل هو تعبيرٌ عن الإرادةِ الوطنيَّة التي لا يكون لبلدنا خلاصٌ إلا بها. نقدّر عالياً دوركم اليوم باختتام جرح الشحار وكفرمتى تكملةً لمسيرة العيش المشترك التي رعاها سلفكم صاحب الغبطة البطريرك مارنصرالله بطرس صفير ومعالي الاستاذ وليد بك جنبلاط. ونحنُ وإيّاكُم نلتقي دائمًا على الثوابت التي تعبِّرُ عنها القممُ الروحيَّة التي بها روح بلدِنا الغالي”.
 
وقال الشيخ حسن: “الوطن مهدد يا صاحب الغبطة. ألا يعي المسؤولين لخطورة المرحلة؟ إنّ تحصين بلدنا يبدأ بإعادة الآليَّات الديموقراطيَّة ومؤسّسات الحُكم إلى عملها الطّبيعي.  نلتقي معكُم بدءًا من الحثِّ على أداء الواجب والتزام المسؤوليَّة من قبل نوّاب الأمَّة في انتخاب رئيس جمهوريَّتنا. لكن، دعـنا يا صاحبَ الغبطة نرحِّبُ بكُم في فسحة الضوءِ هذه التي ينيرُها اللقاءُ بكلِّ معانيه دون المزيد من الخوض في الشأن العام. دعـنا نعيشُ فرحَ هذه الهنيهة لنوجِّهَ رسالتَـنا إلى كلّ اللبنانيّين وهي رسالة المحبَّة والمشاركة تحت سماءِ بلدٍ خصَّهُ اللهُ تعالى بجمال الأرض وجمال اللقاء والتعارف الإنسانيَّيْن. دعـنا نقول سويًّا بقـلبٍ مؤمِن أنَّ لبنانَنا باقٍ على رسالتِه مهما اشتدَّت العواصفُ. وأنَّ إيمانَنا به هو من معدِن إيمانِنا بالقيَم الساميَة التي نستمدُّها من الرِّسالات السَّماويَّة بعيدًا عن كلِّ تعصُّبٍ وافتـِئات. إنَّ لبنانَنا هو من هذا الشَّرق الّذي هو مهدُها، أي بتعاليمها الصافية النقـيَّة التي أنارت العالَم بأسره. ورسالتُـنا إن شاءَ الله العليّ القدير هي من هذا النقاء. أهلا بكُم صاحبَ الغبطة. أهلا بكُم في داركُم ، نسأل الله تعالى الأمان لبلدنا وشعبنا. إنَّه سميعٌ مجيب”.
 
الراعي
ثم تحدث البطريرك الراعي فقال: “أشكركم سماحة شيخ العقل للصداقة الروحية والإنسانية العميقة بيننا منذ أن تعارفنا، يسرّنا هذا الاستقبال في دارتكم الكريمة، ونحييكم خاصة وأن شعار البيت الملك لله، وقد شعرنا أننا في بيتنا”.
وأضاف: “إن هذا الجبل كما قلتم ماؤنا وهواؤنا ونقول هو قلبنا النابض وهوعامود فقري للحياة اللبنانية والكيان اللبناني وهذا الجبل عليه كتبنا معا كل تاريخ حياتنا المشتركة ولذلك فعل الإيمان اليوم هو الإلتزام بمسؤوليتنا المشتركة لأنكم في الجبل كنتم القدوة في كيف طويتم الصفحة السوداء وأعتقد أن الجبل مرّ ببحيرة مرة للغاية ولكن الرجولة والبطولة هو أنكم كلكلم طويتم الفحة وعشتم جمال هذه المصالحة الني بدأها 2001 الكاردينال مار نصرالله بطرس والزعيم ألأستاذ وليد بك جنبلاط. نحن نواصل هذا الطريق لكن ما أود أن أقوله أنكم كنتم سباقين في بدء صفحة جديدة وجمال المصالحة أن نبدأ صفحة جديدة  ننسى الماضي وننطلق للمستقبل ننسى الماضي لكن يظل عبرة بعدم العودة اليه لكننا نبني المستقبل وهذا ما فعلتم وهذا ما رأينا بأم العين في كل الرعايا والبدات التي زرناها وأنا سعيد جداً. إن معظم هذه البلدات هي بلدات فيها أخواننا الموحدين الدروز. أنا أشكر سيادة المطران بولس مطر لأنه أراد أن نبدأ هكذا. هكذا نقول نحن في بيتنا نحن في هذه الأخوة الوطنية وفي هذه المسؤولية التاريخية التي ينبغي علينا ونحن كذلك نحمل معاً. إذا كان لا بد أن نقول نحن أم الصبي نحن وإياكم، أم الصبي إذا ينبغي أن نضحي بكل شيء في سبيل حياة هذا الصبي الذي أسمه لبنان. هذا ما عنيت أننا هنا على الملتقى هذا الجبل هنا كتبنا كل تاريخنا ولذلك لا يمكن أن يُقتل هذا التاريخ لأن هذه الأرض لا يمكن أن تُقتلع”.

واضاف الراعي:” فرحتنا كبيرة اليوم أننا إلتقينا ولكن نلتقي وفينا غصة التي ذكرتموها والتي أنا أيضاً بإسم هذا الجمهور معكم نجدد الدعوة للجماعة السياسية لنقول لهم تمثلوا بأبناء الجبل أبناء الجبل تصالحوا ونسوا الدماء وابناء الجبل طووا الصفحة وطووا الصفحة. كفى أطووا الصفحة يكفي تصالحوا تقاربوا أحموا هذا الوطن أنتم في الجبل تصالحتم حباً بهذا الجبل حباً بالعيش معاً حبّاً لحفظ تاريخنا المشترك الجميل ينبغي على الجماعة السياسية أيضاً حباً بلبنان. لبنان الكيان ولبنان الشعب، لبنان المؤسسات، لبنان التاريخ، لبنان التاريخ، لبنان الرسالة. إذا آمنا فعلا بهذا الوطن أنه فوق كل شيء وفوق الجميع لا شيء يمكن أن يقف أمام المصالحة”.

وقال الراعي:” لذلك نحن نناشد من هنا كل الجماعة السياسية الحاضرين معنا، هم جماعة مصالحة لكن نحملهم صوتنا لنقول هنا في هذه البلدة العزيزة، هنا في هذا الدار الكريمة هنا في دار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز حيث إلتقينا سويا يا سياسيين، يكفي تصالحوا. أحبوا الوطن والدولة والجمهورية وإنتخبوا رئيساً للبلاد لكي تنتظم كل المؤسسات الدستورية لا يمكن وأنتم تعلمون، إن باب المجلس النيابي لم يقفله أحد ولكن لا أحد يستطيع أن يشرع أو يجتمع وبغياب رئيس الجمهورية تتعطل كل المؤسسات. غياب الرأس يعطّل كل الجسد دون رأس يتفكك الممجتمع كذلك لا يمكن أن نقبل ولوللحظة عدم وجود رئيس للجمهورية”.

ونابع:” نحن نحيي من هنا كل اصحاب الإرادات الطيبة كل الذين يسعون فعلاً من أجل هذه الغاية ونحن نطالبهم ونقول لهم الشعب يثق بكم كونوا على المستوى ثقة الشعب بكم. وأقول الشعب يحترم السلطة السياسية يحترمهم يحبهم ويقدرهم ويعزهم وهم يعرفون وأنا أقول ينبغي عليكم أنتم أن تحترموا الشعب أيضاً أن تحبوا الشعب وأن لا تستهتروا بشؤونه أيضاً. إن ما يحصل في بيروت يُدمي القلب والمظاهرات تتواصل وإن شبابنا أصبحوا اليوم يضربون عن الطعام ونرى كيف هم (المسؤولون) وكأن شيئاً لا يحدث. هذا يؤلمنا للغاية. إن هذا المشهد المذل بالنفايات هذه أيضاً تذلنا بكرامتنا. لكن يؤسفنا أيضاً أن كل المبادرات وخصوصاً المباردة الرسمية التي تكلّف بها الوزير شهيب، يؤسفنا أن لا يُعمل بها وكأنه يُراد للشعب اللبناني أن يبقى في مستوى النفايات. نحن لسنا كذلك، لسنا في مستوى النفايات نحن شعب فيه سمو وقيم وتاريخ وحضارة وثقافة لذلك نحن نرجو ونأمل أن يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم التاريخية”.

 
جابر
وألقى رئيس بلدية البنّية فارس جابر كلمة قال فيها: “ها هي البنيه تفتح قلبها وذراعيها لتستقبل رجلا كبيرا من رجال هذا الوطن. زيارتكم يا صاحب الغبطة هي جسر عبور للمحبة والشراكة والتلاقي بين ابناء الجبل الواحد، وطلتكم تبعث على الامل بأن هذا الوطن لن يموت، وحديثكم يبلسم قلوب المعذبين من ابناء هذا الشعب ويزرع في نفوسهم الايمان. هذا الوطن اقوى من كل المتآمرين عليه، وهو مشروع للحياة الحرة والكريمة، كما أنه باق الى الابد ما بقي هذا الجبل”.
وأضاف: “هذا الجبل هو قلب الوطن، فلنعمل جميعا يا صاحب الغبطة مع القيادة التاريخية لهذا الجبل، جبل كمال جنبلاط والعيش المشترك رغم كل العثرات والمآسي، فالمصير والمسار هو قدر وليس خيارا، فلنرسخ هذه المبادىء معا”.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

تصنيفات أخرى