أصدر المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بياناً تلاه أمين سر المجلس المحامي نزار البراضعي، جاء فيه:

 أولاً: توقّف المجلس بقلقٍ متزايد أمام السجال حول قانون الإنتخاب، خصوصاً لجهة طروحات خارجة عن منطق العيش المشترك وعمّا ينصّ عليه الدستور والميثاق الوطني “الطائف”، وبعدما تحوّل النقاش عن مساره المفترض لتحقيق المصلحة الوطنية العليا والتمثيل الصحيح للجميع، إلى باب للمزايدات الإنتخابية والمصالح الفئوية الضيّقة. ودعا المجلس المذهبي القوى السياسية كافة للإنصراف إلى نقاشٍ هادئ وموضوعي وعلمي، داخل المجلس النيابي وخارجه، للتوصل إلى قانون انتخابي يحظى بالتوافق الوطني المطلوب، ويحقّق أفضل وجوه التمثيل لمختلف الشرائح والمكوّنات الوطنية، وشدد المجلس على ضرورة العمل الجدِّي لإنشاء مجلس الشيوخ الذي نصّ عليه الدستور.

ثانياً: إنّ الأوضاع الإقتصادية المتردّية في البلاد، معطوفة على الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي يتركها ملف النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان، تحتّم على الحكومة أن تنصرف إلى معالجات سريعة لمختلف الشؤون الحياتية وتنفيذ المشاريع الأساسية لسير أعمال المرافق العامة في الكهرباء وغيرها. ويتطلّع المجلس إلى المؤتمر المرتقب انعقاده في الكويت لتوفير المساعدات المطلوبة للبنان للقيام بواجبه الملتزم به أساساً تجاه النازحين، شاكراً لدولة الكويت دعمها الدائم للبنان كما للقضايا العربية.

ثالثاً: لا تزال البلاد العربية الشقيقة بمعظمها تمرّ في مخاضٍ عسير بعد الثورات التي شهدتها رفضاً لأنظمة الظلم والقمع. وتوجّه المجلس في هذا الإطار بدعوة إلى الإخوة في مصر بضرورة الحذر الشديد في هذه المرحلة الانتقالية المصيرية من تاريخ بلادهم، وأن يحرصوا على الخروج منها بحوار منتج توصلاً لنظام ديمقراطي جديد. كما أسف المجلس لاستفحال الأزمة السورية واستمرار استخدام العنف بحقّ الشعب السوري. وأهاب المجلس بالمجتمعَين العربي والإسلامي، كما بالمجتمع الدولي، العمل بشكل سريع وحاسم لوقف نزيف الدماء في سوريا وللوصول إلى حلٍّ يُخرجها من أتون الحرب الأهلية. ونبّه المجلس في هذا المجال الموحدين الدروز في سوريا من مخاطر التورّط في المخططات الرامية لإحداث الفتنة في ما بينهم، ولإحداث الفتنة بينهم وبين باقي إخوتهم وأبناء وطنهم.

رابعاً: عبّر المجلس المذهبي عن تضامنه الكامل والتام مع رئيس المجلس سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن، ورفضه التطاول على شخصه وعلى ما يمثّله من مقام ديني ووطني، ونوّه بكلمة سماحته في عاليه التي عبّرت أفضل تعبير وبمنتهى العقل والحكمة عن رأي المجلس والطائفة بالدعوة لنبذ الفتنة وإلى التلاقي على وحدة سوريا ومستقبلها.

كما أشاد المجلس بالمواقف الكبيرة للزعيم الوطني وليد بك جنبلاط ونصرته الثابتة للقضايا المحقّة وحرصه الدائم على كرامة الموحدين الدروز. ودعا المجلس أبناء الطائفة إلى البقاء صفاً واحداً مؤكدين على الوحدة والتضامن والتعاضد.

إلى ذلك ترأّس سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن اجتماعاً موسّعاً للهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، في دار الطائفة في فردان – بيروت، جرى في خلاله عرض مجمل الأوضاع العامة وشؤون المجلس والطائفة.