بحث ..

  • الموضوع

خطبة عيد الفطر 2007.

بِسْمِ الله الرِحّمَنْ الرَحِيم اَلْحَمْدُ لله الذَّي لَهُ مَا في السَّمَواتِ وَمَا في والأَرْضِ وَلَهُ اْلحَمْدُ في الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكيمُ الْخَبيُر “صدق الله العظيم”

الحمدُ لله الذي ((فطرَ السمَواتِ والأرْضَ)) بفََضْلِهِ وَكَرَمِه، وَمَنَّ بفِطرتِهِ التي ((فَطَرَ النّاسَ عليهَا)) بِعَدْلِهِ وَحِلْمِه ، ((جَاعِل ِالملائكةِ رُسُلاً)) وهُوَ الّذِي يَحْكُمُ بِالحَقّ ((لا مُعَقـِّبَ لِحُكْمِه)). والصلاةُ والسلامُ علَى رَسولهِ سيد المُرسلين وعلى آله وصَحْبِهِ أجمعينْ ومَنْ تَبِعَهمْ بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أمّـا بعـد،

لقدِ انقَضَى شهرُ التحقُّقِ بالفضيلةِ دونَ انقضاءِ وَاجبِ السَّعْيِ وَالإنَابَة، وَهَلَّ هِلالُ الفِطْرِ بالدَّعَوَاتِ المُستَطابَة، فهنيئًا لِمَنْ ألهَمَهُ اللهُ تَعالى إلى الخيرِ والبَذْلِ وَكَرَامةِ الطاعَة، واسْتَشْعرَ الغَايةَ مِن إنسَانِيّتهِ، فاتَّقَى رَبَّهُ فِي وطنهِ وعَشيرتِه وَإخْوانِهِ بِكُلِّ اسْتطَاعَة، وَاْتَمَرَ بالمعرُوف وَانْتهَى عنِ المُنْكَرِ وَجاهَدَ نفسَه في هوَاها، مُستحضِرًا قُدومَ السَّاعة.

أيّها الموحِّدون،

إنمَّا العِيدُ جَمْعٌ وَاسْتِذْكَارٌ لحِكْمَةِ الله في خَلْقِه، وَلِكُلٍّ منهَا مَعنَاهُ وَمَغزَاه. أرادَ اللهُ بِها مَعَالِمَ ليَسْتعيدَ الإنسانُ عِبْرَها ذَاتَهُ، فيُحْيِـيَها بالذِّكْر، وَيُطَهِّرَهَا بالتوْبةِ، ويُزَكِّيَها بِحُسْنِ التّدْبِيرِ وَالعَمَل. وَعَليْنا أنْ لا نَعْـبُرَ الأيـَّامَ في الغَفْلةِ عَمّا يُملِيهِ عَلينا الحقّ. بلْ واجبٌ أن نَعِيَ الأمُورَ بِحِكْمةٍ، وَأن نُبادِرَ إلى القيامِ بواجِبِنا تَبرِئَـةً لِلذِّمَّـة، وأنْ نخرُجَ منَ الأنانيةِ الّتِي تَكمُنُ فيها كُلُّ ضِدِّيـَّة، إلى رِحَابِ العقلِ وفُسْحَةِ الفِكْرِ ونِعْمَةِ الطّبائع الوَليّة. فهذه نِعْمَةٌ أغْدَقها اللهُ علينا بخَالِصِ حُـبِّه، فمَا لنَا نُقابلُها بالإنذِهَال عنْها إلى مَزَالق التّشَرْذُمِ وَالأَقْيِسَةِ وَالعَصبيّات. إنَّ المُوَحِّدينَ إخوانٌ على سُرُرٍ متقابلين، وسنعملُ بِعونِه تَعالى مَعَ الصَفوةِ الأفاضلِ في طائفَتِنا الكريمة، لإِجتماعِ الشّملِ ووِحدةِ الكَلمَةِ على صفاءٍ منَ الأفئدةِ والخَوَاطرِ وَالذِّمَم،اقتداءً بالسلفِ الصالح واتباعاً لنهجِ اولياءِ التوحيد والمعروف وثباتاً على المبادئ الشريفة، وصموداً في وجهِ محاولات التفرقةِ ودعوات التفرق، ليشْمَلَنا اللهُ سبحانَه وتعالى بعَفوِه ورَحمَته وشفاعةِ صَفيِّه إنه هو الكريمُ الشفوق.

أيّها اللبنانيّون

بأيِّ حالٍ عَادَ العيدُ عليكُم وأَنتُم على شفَا جُرُف. تاريخُكُم حافلٌ بما لَو وَعَيْتُموهُ لاتّخَذْتُم منهُ كُلَّ المَآثرِ والعِبَر، ولأشْفَقتُم على عِيالِكُم، ولتَعَوّذْتُم من شرّ الشيطانِ بالله العليّ القدير.

أيّها اللبنانيون،

إنّ العدلَ أساسُ المُلْك أيِ الحُكْم، والعدالةَ رُوحُه التي إنْ أظْلَمَت كانَ فيهَا خَرَابُه. ولن تستقيمَ حالٌ في التدلِيسِ عليها، والتهويلِ أمامَها، واستدراجِ الغرائزِ بعيدًا عنها.ليسَ لكُم قِوامٌ إذَا مَا جذبتْكُم لُعبةُ الأممِ إلى أنْ تكونوا ضحايا على مَذْبَح مصَالحِها ونِزاعاتِها ومطامِعِها الدنيويّة. إننا نطالبُ بالعدالةِ التي إنْ تنكّرْنا لها ابتعَدْنا عن حكمةِ الله إلى مَطارِحَ غَضبِه، أعاذنا اللهُ سبحانه وتعالى من هذا الشرّ ووقانا برحمتهِ وحِكمَتِهِ.

أيّها اللبنانيّون،

إنه مؤشِّرٌ راسِخٌ في سِجِلِّ تارِيخِكُم وهُوَ أنّهُ كلّما اسْتجابَت طوائفُكم إلى نداءِ لبنان ربِحْتُمُوه وفُزْتُم بنعمةِ المشاركةِ الجليلةِ في جَعْلِهِ رسالةً للعالَم، وكلّما نَأَتْ باتّجَاهِ العَصبِيّة وشَهْوَةِ الغَلَبَة خَسِرتُمُوه وجعلتُمُوه قَاعًا صَفْصَفا كما كُتِبَ في صَفَحَاتِ مُؤرِّخِيكُم مِرارًا وتَكرارا. وليس لنا في هذه الصّبيحةِ الُمبَارَكةِ إلا أنْ نوجّهَ نداءَ الضّميرِ أنِ اخْطُوا الخُطْوةَ الحَمِيدةَ نحْوَ الكُلّ، أي فَليَكُن قَرارُكم لِكلِّ مُواطنِيكم وليسَ لفئةٍ دون الأخرى.لا لتغليبِ فريقٍ على الآخر،لا لعدديةٍ أو طائفيةٍ، لكن قول الحق وقبول الحق يحتاج إلى شجاعة.

لُبنَانُ السيِّدُ الحُرُّ المؤتَلِفُ هو النقيضُ السياسيّ للعدوِّ الإسرائيلي، والمُنقسِمُ على ذاتِه يكونُ حقلَ تجاربِها وسِلعةً يُقايضُ بها هذا وذاك في سُوقِ المصالح والمساومات، ولا نُخفي ما يَحُزّ في قلبِنا بفعلِ مخاطرِ الشِّقاقِ والتخاصُمِ في العراق وفلسطين ، ألهمَنا الله سبحانهُ وتعالى وألهَمَ أمتنا العربية إلى ما فيه خيرُ الوطنِ وخيرُ الشعب.

من هذا المقام المبارك مقام الأمير السيد جمال الدين عبدالله التنوخي (ق)،باسمنا وبالنيابة عن كبيرنا الشيخ الجليل الفاضل الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين،وعن اخواننا في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، نتقدّم من عمُوم أهلِنا في لبنان ومن العالمين العربي والإسلامي بأسمى التهاني بحلول عيدِ الفطْرِ المبارَك،،مردداً اللهم خذ بنواصينا إلى الحق وقدرنا على إتباعه، ونوَّرَ بصائرَنا، وألّفَ قلوبَنا، ووحَد كلمَتَنا، إنّك أنت السميعُ المُجيب.

وكل عام وأنتم بخير

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

تصنيفات أخرى