بحث ..

  • الموضوع

عقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز جلسة عامة استثنائية لمناقشة الاوضاع السورية والاحداث الاخيرة بتاريخ 12/06/2015

عقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز جلسة عامة استثنائية لمناقشة الاوضاع السورية والاحداث الاخيرة، برئاسة سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن، ومشاركة رئيس” اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، اضافة الى الوزيرين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، والنائب انور الخليل، والوزير السابق فيصل الصايغ، والنائب السابق ايمن شقير، وامين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، وممثلين عن عدد من المرجعيات واركان الهيئة الروحية وفي مقدمتهم ممثلي الشيخين ابو يوسف امين الصايغ، وابو صالح محمد العنداري، ومشايخ خلوات البياضة في حاصبيا، ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، ورئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وقضاة المجلس المذهبي، ورؤساء لجان واعضاء المجلس ومشايخ من مختلف المناطق.  

وبعد مناقشة الاوضاع والتطورات المتعلقة بطائفة الموحدين الدروز في سوريا، ومداخلتين لسماحة شيخ العقل والنائب جنبلاط حول الاتصالات الجارية بهذا الخصوص. عقد النائب جنبلاط مؤتمرا صحافيا استهله بالقول:

” انني استنكر الحادثة التي حصلت في قلب لوزة وذهب ضحيتها 20 الى 30 شهيد، وبنفس الوقت استنكر قصف النظام (السوري) الذي في كل يوم 150 الى 200 شهيد في سائر انحاء سوريا، علينا ان لا ننسى المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري يوميا، وحتى هذه اللحظة الارقام تقول بان هناك اكثر من 350 الف قتيل في سوريا على يد النظام، وبنفس الوقت اكثر من 7 ملايين مهجر داخل سوريا، و3 ملايين مهجر خارج سوريا بين لبنان والاردن وتركيا. الحادث هو فردي وسأعالجه بالسياسة من خلال اتصالاتي المحلية والاقليمية هذا في ما يتعلق بوجود الموحدين في شمال سوريا حلب والدروز لا يتجاوز عددهم 25 الف شخص، واعطيت العدد الاجمالي عن عدد سكان سوريا كي ايضا لا ندخل في المزايدات، والدروز في سوريا لا يتجاوز عددهم 500 الفا، وعدد سكان سوريا الاجمالي 24 مليونا. هي مأساة كبيرة صحيح، لكن ان اي تفكير او هيجان من قبل اي احد هنا او في سورية يعرّض دروز سوريا ومن دون فائدة. فلنعالج الامور بهدوء، المعالجة السياسية والتي تستوجب الاتصال بالقوى الاقليمية المحيطة، هذا ما سأفعله في ما يتعلق بشمال سورية.

اما جنوب سورية، ما همه النظام؟ او بشار لا شيء حتى هذه اللحظة وبعد 4 سنوات لم تهمه لا سورية ولا غير سورية ولا حتى الطائفة التي ينتمي اليها، اخذ العلويين الى الهلاك، اكثر من مئة الف قتيل مدني وعسكري من الطائفة العلوية الكريمة، اخذهم الى الهلاك. اليوم كل الوقائع تشير الى ان العد العكسي لتراجع النظام من مناطق عديدة، نتيجة انه انهك نفسه وجيشه. ماذا نريد؟ انني من الاوائل الذين قالوا ويقولون بالحل السياسي في سورية، ولا يكون الا على اساس توافق دولي واقليمي، اي اميركي – روسي – تركي- ايراني-  سعودي الخ، لاخراج بشار الاسد نهائياً من الحكم والابقاء على المؤسسات، اعيد لا يمكن ان يكون هناك حل سياسي في سورية بوجود بشار، يكون الحل خارج بشار، بحكومة انتقالية، بصيغة معينة سياسية تحفظ المؤسسات لان ما يهمنا ان تبقى المؤسسات وفي مقدمها الجيش السوري، هو يأخذ سورية الى الدمار الكامل والتفتيت”.والتقسيم

وعن جنوب سورية، اكرر ان مستقبل العرب الدروز السوريين هو مع المصالحة وعقد الراية والتآلف مع اهل حوران، هذه هي العلاقات التاريخية القديمة، من هناك انطلقت ثورة جبل العرب انذاك بقيادة سلطان الاطرش مع اهل حوران لا مفر من المصالحة مع اهل حوران، مع غالبية الشعب السوري، لا مفر واي تفكير مشروع ضيق هو انتحار. واخيرا نحن بغنى عن الاصوات المشبوهة التي تخرج من قبل الادارة الاسرائيلية، او عملاء الادارة الاسرائيلية التي تريد ما يسمى شق دروز سورية. نعلم ان النظام السوري والنظام الصهيوني يتلاقيان في مشاريع التفتيت ويستخدمان كل شيء ولا يباليان ابداً في ما اذا دبت الفوضى في سورية وغير سورية. لذلك نحن نستنكر ونشجب، نحن عرباً وكنا دائماً الى جانب القضية العربية الفلسطينية هكذا فعل كمال جنبلاط ومجيد ارسلان وسلطان الاطرش وغيرهم من قادتنا”. 

وشدد جنبلاط رداً على الاسئلة على حرية التعبير واهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان والتمسك بدعم الشرعية اللبنانية والدولة والجيش والقوى الامنية لاننا ايضاً هنا لا تنسوا اننا نخوض معركة الدفاع عن لبنان وعن الاستقرار فيه، نحترم الاراء لكن الهيجان لا يؤدي الى شيء، فقط الى توتير الاجواء، ونحن مع الاستقرار، الاستقرار لا اكثر”.

وتحدث عن الاتصالات التي قام بها والاجواء بعناوينها العريضة ازاء بلدة قلب لوزة ولست لأصنف احدا، وتلقيت اتصالات من الرؤساء نبيه بري وسعد الحريري وفؤاد السنيورة والمفتي عبد اللطيف دريان، ومن مسؤولين لبنانيين الجميع نجن لغتنا واحدة الاستقرار والدولة ونجحنا على رغم كل شيء، دولتنا قوية والهيجان لن يقدم ولن يؤخر.

ورفض الكشف عن الاتصالات التي يريد القيام بها، فاكتفى بالقول: “دعوني اعملها على طريقتي”. ودعا الى رؤية الصورة الكبرى، صحيح اننا نستنكر آسفين امام 25 شهيداً لكن في كل يوم هناك اكثر من 150 او 200 قتيل في المدنيين في سورية من حلب الى دمشق الى كل اصقاع سورية الى ادلب وغيرها من المناطق، في كل حال، علينا ان نرى الصورة الكبرى كي لا نقع في فخ الصورة الصغرى هي حادث فردي سنعالجه انشالله”.

وذكر بان ثورة العام1925 انطلقت من حوران والجبل وانذاك للتاريخ، كان سلطان باشا ولم يكن كل اهل الجبل معه، لكن قادهم الى الثورة والتقى مع كبار الوطنيين السوريين في مواجهة الانتداب الفرنسي، وتاريخنا عربي لن يذهب احد الى اسرائيل، هذه اصوات شاذة وناشزة الاسرائيلية لا نريدها”. واكد ان 75 في المئة من الشعب السوري مسلم سني وهناك دروز وشيعة ومسيحيين وارمن، ارهاب هذا النظام جعلهم يلتحقوا بالنصرة، هذا هو ارهاب النظام، دخلنا في السنة الرابعة وعشرات الالاف من القتلى والمخطوفين والمعتقلين والمعذبين ولا حل سياسي في الافق، اين يذهب هذا المواطن السوري؟”.وسئل هل

هذا يعني ان الدروز مع “النصرة”؟ فرد اني لم اقل ذلك، الدروز مع غالبية الشعب السوري”.

ثم تحدث شيخ العقل نعيم حسن، قال،” لو قدَّر اللهُ تعالى أن تنطقَ الأرضُ لقالت لمن لا يعرف التاريخَ في أصُوله: “لا أعرفُ إلا أنّني كنتُ قلاعًا للأمَّة سواء ارتفعت فيها رايات العروبة أو رايات الإسلام الحنيف. هذه الأرض،لم ترتفع فيها قَطّ راياتٌ طائفيَّة أو مذهبيَّة، بل رايات الجماعة عبر التاريخ. رجال الموحِّدين الكبار كانوا في التاريخ الإسلامي والعربي لأمَّتهم أكثر ممّا كانوا لفئتِهم حصرًا. هذا ليس منَّةً من أحدٍ، إلا من الواحد الأحد عزَّ وجلّ. رجالٌ يعرفُون الميدان وهم فرسانه، ولكن يعرفون أنَّ الرّأي العاقل هو قبل شجاعةِ اقتحامِه. وها قومُنا الأعزَّاء في سوريا الجريحة. انظروا كيف هي قراهم ومضافاتهم وبيوتهم ملاذٌ وحضنٌ آمن لعشرات الآلاف من إخوانهم من كلّ الطوائف بلا تمييز، وذلك منذ بداية المحنة منذ سنوات. وبالرّغم من خسارة مئات الشباب تحت وطأة هذا الظَّرف أو ذاك، ما زال صوتُهم عاقلا وحكيمًا، وفوق كلّ هذا إنسانيَّا في العمق. إنَّه لا يليقُ بما نستشعره ونؤمن به من خلُقٍ وسجايا إسلاميَّة، أن يحدثَ لإخواننا الأعزّاء الشّرفاء في “قلب لوزة” ما وقعَ بهم من إعمال القتل، واستسهال سفك الدِّماء، واستباحة حرمة وجودهم لأسباب لا نجد لها مسوِّغًا على الاطلاق. وهُم على ما هُم عليه من التزامٍ بالقيَم المعروفيَّة الأصيلة. إنّنا نقف بصمتٍ وألم وتعاطُف ومشاركة مع أهلنا هناك، مترحّمين على الشهداء الأبرار، ومتضامنين مع عوائلهم، ومتكاتفين مع كلّ أهلنا في الشمال السوري، ضاغطين بقبضاتنا الصلبة على الجرح لوقف النَّزيف.

وها نحنُ هنا، في هذه الدّار التي تمثِّلُ ما تمثِّله توحيديًّا وإسلاميًّا ووطنيًّا، نجتمعُ لنُطلقَ صوتًا جامعًا موحَّدًا متضامنًا مع قيادةٍ حكيمةٍ رزينةٍ واعيةٍ، نُطلق الصَّوتَ الّذي تُمليه علينا قِيمُنا وأخلاقُنا وشِيمُنا الإيمانيَّة الإسلاميَّة، وهو دعوةٌ للوقوفِ عند حُدود ما هو حقٌّ في الشَّرع، وما هو عدْلٌ، وما هو كرامةٌ إنسانيَّة. اننا مطمئنون الىان إخواننا في سوريا لن يتخلّوا عن رفع راية الوحدة السورية، ولواء الأخوّة والمصالحة مع أبناء وطنهم وجيرانهم في كل سوريا. وفي الوقت عينه، ندعو كلّ القوى السورية الفاعلة الى تحمّل المسؤوليات التاريخية في حفظ وحدة الشعب السوري وحمياة النسيج الاجتماعي، وبالتالي الارتقاء الفعلي الى مستوى المحافظة على روح القيم والمبادئ المرتبطة بحقوق الناس في الكرامة والحرية والعدالة. إنّ الوقوف أمام المسؤوليات التاريخية بهذه الروح العالية يقطع جميع السبل على إسرائيل التي تبقى المستفيد الأول من تفتيت المنطقة وتحويلها الى كيانات مذهبية متنازعة.

اننا في هذه اللحظة الحرجة ما زلنا نؤمن بان للسياسة الحكمية دوراً له اصداؤه عند كل الشرفاء لذلك ما زلنا ندعم كل مسعى في هذا الاتجاه. أريدُ أن نتنبَّه جميعًا إلى ضرورةِ أن نسعى بجهدٍ وإخلاصٍ إلى جمعِ الكلمة، وائتلاف الموقف، والابتعاد عن مظاهر التشتّت أو التفرُّد في كلّ ما يمسّ الموقف العام من الظروف المصيريَّة التي تهدِّدنا والتي يعرفها الجميع. إنَّ الاجتماعَ على موقفٍ متراصّ موحَّد هو بابٌ إلى التوفيق. وما التوفيق إلا بالله العليّ العظيم.

وختاما اقيمت صلاة الغائب عن ارواح شهداء قلب لوزة.

وكان التقى الشيخ حسن وفدا من حزب التوحيد العربي سلّم رسالة تطلب من سماحته “التجاوب مع الخطر المحدق حول وجود واستمرارية طائفة الموّحدين الدروز في هذا الشرق”.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

تصنيفات أخرى