بحث ..

  • الموضوع

كلمة رئيس اللجنة الدينية الشيخ هادي العريضي بمناسبة عيد الفطر السعيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصّادق الأمين، وعلى آله وصحبه الطاهرين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

فها هو رمضان المبارك يمضي راحلا بعد أن تصرمت أيامه مسرعة، لنستقبل في نهايته عيدا سعيدا نرجو أن يعيده الله سبحانه باليمن والبركة على الأمة جمعاء.

وإنّ الأعياد – وإن حملت في طياتها فرحا وبهجةً كبيرين – فإنّ لها غاياتٍ أسمى وأجلّ من كونها مصدر فرحٍ للناس.

والمعاني التي يجسّدها عيد الفطر المبارك في قلب كلّ امرئ موحّد، من أداء للواجبات الدينية، وحثّ على التراحم والألفة، وأمرٍ بالمعروف، ونهي عن المنكر، واجتهاد في بذل الصدقات، وإعانة للضعفاء والمحتاجين، هذه المعاني كلّها جديرة أن تطلب لذاتها، دونما أي غاية. (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) سورة التوبة، ١٠٥

وما أحوجنا –  ونحن نعيش لذة هذه الأيام –  إلى توحيد الصفوف، والدعوة إلى التقارب بين أبناء المجتمع الواحد، دعوة تنبثق من قلب صافٍ، فتنتشر كلمةً طيّبةً تسعد قائلها وسامعها على حدّ سواء، وترسّي قواعد الخير والمعروف، والسلام والمحبة بين الناس، فتؤتي أُكُلَها إصلاحا بين المتخاصمين، وتقريبا بين المتباعدين، وجمعًا لشمل المتدابرين.

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ – تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) سورة إبراهيم، ٢٤-٢٥.

وقد أطلّ هذا العيد سائقا لنا البشرى؛ إذ تزامن مع صدور مرسوم باستحداث كليّة الأمير السيّد عبد الله التنوخي(ق) الجامعية للعلوم التوحيدية، بعد مساعدة مشكورة من أطراف عدّة، وبفضل جهود مبذولة، وعملٍ دؤوب أثمر في نهايته.

قيل ” من سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا ، سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنةِ “

وقال الإمام الشافعي: ” إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معا فعليك بالعلم “.

إلا أنّ هذا العلم الذي نودّ أن نسلكه لا بدّ أن يقترن بالعمل؛ فهما متلازمان لا يصلحان إلا مقترنين، فالعمل نتيجة طبيعية للعلم والمعرفة، وهما موقوفان عليه أيضا، والعمل موقوف على الإخلاص والنية الصادقة، وهي أساسه، والخير معقود عليها، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

قيل في الحديث الشريف “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى”

 نرجو الله عزّ وجلّ أن نكون وأنتم مخلصين له الدين حنفاء، وتكون علومنا متجسدة أعمالا صالحة، ونيات صادقة، وأن يوفّقنا سبحانه لما فيه صلاح نفوسنا والمجتمع، إنّه وليّ الإعانة والتوفيق.

                     

رئيس اللجنة الدينية في المجلس المذهبي

                                                                                                    هادي العريضي

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

تصنيفات أخرى